
إعادة تدوير بطاريات الليثيوم: طريق لتقليل التكاليف والتلوث
أصبحت إعادة تدوير بطاريات الليثيوم مسألة حيوية مع تزايد الطلب على السيارات الكهربائية، الإلكترونيات المحمولة، وتخزين الطاقة المتجددة. هذا الحل لا يقتصر على حماية البيئة، بل يساعد أيضًا على توفير مليارات الدولارات وضمان مستقبل مستدام للطاقة.
الطلب المتزايد على الليثيوم
تشير التوقعات إلى ارتفاع استهلاك الليثيوم من 390 ألف طن عام 2020 إلى نحو 1.6 مليون طن بحلول 2026. كما قد تصل قيمة سوق بطاريات الليثيوم إلى 87.5 مليار دولار بحلول 2027. بدون إعادة التدوير، سيزداد حجم النفايات بشكل خطير، حيث من المتوقع أن تنتج أستراليا وحدها 137 ألف طن من النفايات سنويًا بحلول 2035.
قيمة البطاريات المستهلكة
تنتهي صلاحية معظم بطاريات السيارات الكهربائية بعد استهلاك 20% فقط من طاقتها. هذا يعني أن 80% من الليثيوم يبقى متاحًا للاستفادة. إعادة التدوير تمكّن من استرجاع الليثيوم والمعادن الأخرى مثل الكوبالت والنيكل بنقاوة تصل إلى 99%.
مقارنة بين التعدين وإعادة التدوير
التعدين يستهلك موارد هائلة ويؤدي إلى تلوث كبير، إذ يطلق 37% طن من ثاني أكسيد الكربون لكل طن ليثيوم يتم استخراجه. بينما إعادة التدوير تخفّض الانبعاثات بنسبة 61%، وتستهلك طاقة أقل بـ83%، ومياه أقل بـ79%. كما يمكن أن تحقق أرباحًا تصل إلى 27.7 دولار لكل كيلوجرام من الليثيوم المسترجع.
الفوائد الاقتصادية والبيئية
إعادة التدوير تقلل من الغازات الدفيئة، استخدام الأراضي، وتلوث التربة، مع خفض المخاطر الكيميائية. وتقدّر الحكومة الأسترالية أن هذه الصناعة يمكن أن تبلغ قيمتها ما بين 603 مليون و3.1 مليار دولار سنويًا خلال عقد واحد.
التحديات والحلول
رغم هذه الفوائد، ما تزال هناك عقبات. تطور كيمياء البطاريات أسرع من التشريعات والسياسات، مما يصعّب عملية إعادة التدوير. لذلك هناك حاجة لاستثمارات كبيرة في البنية التحتية، مع وجود شركات أسترالية بالفعل تبحث عن حلول مبتكرة لتحقيق اقتصاد دائري.