
الإمارات العربية المتحدة تحصل على إمكانية الوصول إلى نصف مليون شريحة ذكاء اصطناعي متطورة من نفيديا بموجب اتفاق أولي مع الولايات المتحدة
تقترب الولايات المتحدة من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق أولي مع الإمارات العربية المتحدة للسماح باستيراد ما يصل إلى 500,000 من رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً من نفيديا سنوياً، بدءاً من عام 2025، وفقاً لمصادر مطلعة. من المتوقع أن تعزز هذه الخطوة بشكل كبير قدرة الإمارات على بناء مراكز بيانات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يضع دولة الخليج كمركز صاعد في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.
تعاون تقني طويل الأمد حتى عام 2027 – مع إمكانية التمديد حتى 2030
من المقرر أن يمتد الاتفاق المقترح مبدئياً حتى عام 2027، مع إمكانية التمديد حتى عام 2030. وكما هو موضح في المسودة، سيتم تخصيص 20٪ من رقائق الذكاء الاصطناعي، أي ما يعادل 100,000 وحدة سنوياً، لشركة G42، وهي شركة تكنولوجيا رائدة مقرها الإمارات. وسيتم توزيع الباقي بين شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى مثل مايكروسوفت وأوراكل، اللتان تستكشفان توسيع بنيتهما التحتية لمراكز البيانات في الإمارات.
تحول جيوسياسي محتمل في مراكز قوة الذكاء الاصطناعي
إذا تم تنفيذه، فإن الاتفاق سيشكل تحولاً كبيراً في قوة الحوسبة العالمية للذكاء الاصطناعي، المتركزة حالياً في الولايات المتحدة والصين. يشير المحللون إلى أن هذا الاتفاق، إلى جانب مبادرات إقليمية مماثلة، يمكن أن يرسخ منطقة الخليج، وخاصة الإمارات، كـ مركز قوة استراتيجي ثالث في تطوير الذكاء الاصطناعي.
الأمن والرقابة على الصادرات قيد المراجعة
لا يزال الاتفاق قيد التفاوض وقد يخضع لتنقيحات. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق يواجه معارضة متزايدة داخل أجزاء من الحكومة الأمريكية، خاصة في ضوء الجهود الأخيرة لتقييد صادرات تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة لمنع نقل التكنولوجيا غير المقصود إلى الصين.
سيتم تشكيل مجموعة عمل منفصلة لتحديد ما يعتبر ”رقاقة ذكاء اصطناعي متقدمة“ ولوضع بروتوكولات الأمن القومي.
توسع الإمارات والسعودية في مجال الذكاء الاصطناعي بدعم من عمالقة التكنولوجيا الأمريكية
في تطور مواز، خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب للخليج هذا الأسبوع، وافقت الولايات المتحدة على بيع 18,000 رقاقة نفيديا GB300 غريس بلاكويل لـ شركة ذكاء اصطناعي مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF). علاوة على ذلك، أعلن ترامب عن التزامات اقتصادية تتجاوز 600 مليار دولار من السعودية، بما في ذلك مشتريات كبيرة من نفيديا وAMD وكوالكوم.
يأتي هذا بعد تحول في السياسة الأمريكية، حيث أشارت إدارة ترامب إلى نيتها إلغاء قيود تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي التي تم فرضها سابقاً تحت إدارة الرئيس جو بايدن. ستمثل كميات الرقائق المسموح بها بموجب الاتفاق الجديد مع الإمارات زيادة بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف في قوة الحوسبة مقارنة باللوائح السابقة.
شرط التطوير المزدوج: الإمارات والولايات المتحدة
ينص بند فريد في مسودة الاتفاق على أنه مقابل كل مركز بيانات تبنيه G42 في الإمارات، يجب أيضاً بناء منشأة موازية في الولايات المتحدة. يهدف ذلك إلى تعزيز نمو البنية التحتية المحلية للذكاء الاصطناعي إلى جانب التعاون الدولي.
أصحاب المصلحة الرئيسيون والنفوذ الاستراتيجي
تدعم شركة G42 مبادلة، صندوق الثروة السيادية في أبوظبي، وسيلفر ليك، شركة أمريكية بارزة للأسهم الخاصة، وأفراد من العائلة الحاكمة في الإمارات، بما في ذلك الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي الإماراتي وشقيق الرئيس.
على الرغم من أن نفيديا والبيت الأبيض ووزارة التجارة الأمريكية رفضوا التعليق، فإن الاتفاق المقترح، إذا تم الانتهاء منه، سيكون علامة فارقة في تعاون الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والخليج، مما يمهد الطريق لعصر جديد من الشراكة التكنولوجية والنفوذ الاستراتيجي.
اترك تعليقاً