
الإمارات تكشف عن خطة بقيمة 11 مليار دولار للتصنيع المتقدم والتنويع الاقتصادي
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استراتيجية شاملة للتصنيع المتقدم، ملتزمة بتخصيص أكثر من 40 مليار درهم (حوالي 11 مليار دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة لدفع النمو الصناعي وتقليل الاعتماد على عائدات النفط. تأتي هذه الخطوة ضمن مشروع 300 مليار، وهي خارطة طريق لمدة عشر سنوات تم إطلاقها في عام 2021 ضمن الاستراتيجية الصناعية الإماراتية، وتهدف إلى رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031.
تم الكشف عن المبادرة خلال منتدى ”اصنع في الإمارات“ الخامس في أبوظبي، مما يؤكد طموح الدولة لتصبح مركزًا إقليميًا للصناعات المتطورة والابتكار. وأشار وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الدكتور سلطان الجابر، إلى أن الصادرات الصناعية ارتفعت إلى 197 مليار درهم في عام 2023، بزيادة تقارب 70% عن عام 2021.
وأكد الجابر أن ”القطاع الصناعي القوي هو أساس التنمية المستدامة“. ”كل درهم يتم استثماره هو خطوة نحو مستقبل يقوده المعرفة والابتكار“.
سيدعم التمويل 11 قطاعًا رئيسيًا، بما في ذلك الكيماويات والمعادن والمعدات الكهربائية والمستحضرات الصيدلانية وإنتاج الأغذية والمطاط والبلاستيك. تعتبر هذه الصناعات محورية في نهج التصنيع لإحلال الواردات في الإمارات، مما يقلل الاعتماد على السلع الأجنبية مع تعزيز القدرات المحلية.
لتمكين القطاع، ستقدم سبعة بنوك إماراتية كبرى — بما في ذلك مصرف الإمارات للتنمية وبنك أبوظبي الأول وبنك الإمارات دبي الوطني — حلولًا مالية متخصصة للشركات الصناعية، خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تركز على الاستيراد والتصدير والتصنيع التكنولوجي المتقدم.
تتضمن ركيزة أساسية من الخطة توسيع اتفاقيات الشراء طويلة الأجل بقيمة تتجاوز 168 مليار درهم، والتي تهدف إلى ضمان طلب مستقر على الإنتاج المحلي. وبالتوازي مع ذلك، تعتزم الحكومة توطين أكثر من 4,800 منتج صناعي، مما يقلل الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية.
كجزء من هذا الجهد، سيستهدف صندوق الإمارات للنمو البالغ قيمته مليار درهم، بقيادة مصرف الإمارات للتنمية، بشكل خاص فجوات التمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في الإنتاج الصناعي والابتكار.
حاليًا، يساهم قطاع التصنيع بنحو 9% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 15% بحلول عام 2031. يعمل أكثر من 13,500 شركة صناعية على مستوى الدولة — 40% منها في أبوظبي و20% في دبي، بما في ذلك عدد متزايد من المصنعين في دبي، والشركات الصناعية في دبي، وشركات الاستيراد والتصدير في الإمارات.
منذ عام 2021، جذبت الإمارات استثمارات صناعية تزيد عن 180 مليار درهم، مدعومة بإصلاحات تنظيمية وبنية تحتية حديثة وقواعد ملكية محررة. قدم مصرف الإمارات للتنمية وحده أكثر من 8 مليارات درهم في التمويل الصناعي.
في حين أن شركات النفط في دبي وقطاع النفط والغاز في دبي الأوسع لا يزالان مهمين، حيث لا تزال الهيدروكربونات تشكل 30% من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من نصف الإيرادات الحكومية، فإن هذا التحول يشير إلى المنعطف الاستراتيجي للإمارات. من خلال تسريع قاعدتها الصناعية ومبادرات الطاقة النظيفة، تعزز الدولة مرونتها في مشهد طاقة عالمي متقلب.
اترك تعليقاً