
الإمارات والولايات المتحدة تؤسسان أكبر حرم للذكاء الاصطناعي في العالم خارج الولايات المتحدة
كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية عن خطط لبناء حرم للذكاء الاصطناعي مبتكر في أبوظبي، سيمتد على مساحة 10 أميال مربعة. ووفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، ستصبح المنشأة أكبر مركز للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة ومركزاً رئيسياً لبنية تحتية متطورة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.
تزامن الإعلان مع اجتماع رفيع المستوى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الوطن، القصر الرئاسي الإماراتي. تأتي هذه المبادرة ضمن حزمة أوسع من الاتفاقيات تقدر قيمتها بـ 200 مليار دولار، تم توقيعها خلال المحطة الأخيرة من جولة الرئيس ترامب عبر الخليج، كما ورد في إحاطة البيت الأبيض.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت زيارة الإمارات دوراً حاسماً في تعزيز إطار استثماري تم الاتفاق عليه مسبقاً بقيمة 1.4 تريليون دولار، والذي تم طرحه لأول مرة خلال زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى إلى واشنطن في مارس.
سيوفر حرم الذكاء الاصطناعي المرتقب في أبوظبي قدرة تبلغ 5 جيجاوات، لتشغيل مراكز البيانات المحلية التي ستدعم شركات الحوسبة السحابية الأمريكية العملاقة مثل أمازون ويب سيرفيسز (AWS) ومايكروسوفت أزور. صُممت هذه البنية التحتية لتقديم خدمات عالية السرعة لما يقرب من نصف سكان العالم، الواقعين ضمن دائرة نصف قطرها 3,200 كيلومتر (2,000 ميل) من الإمارات.
تقود التطوير شركة G42، وهي شركة إماراتية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي ستتعاون مع العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية لبناء الموقع. ستنطلق المرحلة الأولى بقدرة 1 جيجاوات، وسيتم توفير الطاقة من مزيج من المصادر النووية والشمسية والغاز الطبيعي.
تسلط المبادرة الضوء على تعميق التعاون بين الولايات المتحدة والإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الهدف الاستراتيجي للإمارات في أن تصبح رائدة إقليمية في التكنولوجيا المتقدمة والابتكار المستدام في الشرق الأوسط. وكما أكد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي ورئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، فإن هذه الخطوة تعزز طموح الدولة لتكون في طليعة التطوير المدفوع بالتكنولوجيا، خاصة في قدرات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
أشاد وزير التجارة الأمريكي هوارد دبليو. لوتنيك بالمشروع باعتباره بداية ”شراكة تاريخية“ في الشرق الأوسط تتمحور حول الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن الشركات الأمريكية ستدير وتشغل مراكز البيانات، مما يضمن توفر خدمات السحابة التي تقودها الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة.
يكمن أساس هذه المبادرة في شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والإمارات المعلنة حديثًا، وهي اتفاقية بين الحكومتين مصممة لتعزيز التعاون الآمن. وأكد لوتنيك أن الإطار يتضمن ضمانات أمنية تهدف إلى منع أي نقل غير مصرح به أو إساءة استخدام لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية.
اترك تعليقاً