
الذكاء الاصطناعي والكرامة الإنسانية: قضية قانونية وأخلاقية
الذكاء الاصطناعي والكرامة الإنسانية أصبحا محور النقاشات العالمية. تحذر دراسة جديدة من جامعة تشارلز داروين (CDU) من أن الذكاء الاصطناعي يغير المجتمعات ولكنه يهدد أيضاً الحريات الأساسية.
أوضحت الباحثة الرئيسية الدكتورة ماريا راندازو أن الذكاء الاصطناعي يشكل القانون والأخلاق الغربية بوتيرة أسرع مما يمكن للتنظيم أن يواكبه. وبدلاً من حماية حقوق الإنسان، تسمح السياسات الضعيفة بالتمييز وانتهاكات الخصوصية وفقدان الاستقلالية.
مشكلة “الصندوق الأسود” في أنظمة الذكاء الاصطناعي
يواجه تنظيم الذكاء الاصطناعي تحدياً أساسياً: الشفافية. تعمل العديد من الخوارزميات كـصندوق أسود، حيث لا يمكن تتبع أو شرح القرارات الناتجة عن التعلم الآلي. غالباً ما لا يكون لدى المستخدمين وسيلة لمعرفة ما إذا كانت حقوقهم قد انتُهكت أو كيفية المطالبة بالمساءلة.
شددت الدكتورة راندازو على أن الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً حقاً. فهو لا يفكر ولا يشعر ولا يستدل. بل يتعرف على الأنماط دون ذاكرة أو تعاطف أو حكمة.
النماذج العالمية المتنافسة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
تتبنى الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي اليوم مناهج مختلفة. تعتمد الولايات المتحدة على نموذج يقوده السوق. وتفرض الصين إطاراً يركز على الدولة. أما الاتحاد الأوروبي فيتبع مساراً يركز على الإنسان ويؤكد على الذكاء الاصطناعي والكرامة الإنسانية.
جادلت الدكتورة راندازو بأن نموذج الاتحاد الأوروبي وحده هو الذي يعطي الأولوية للكرامة، لكنه سيفشل دون التزام عالمي أوسع.
حماية الكرامة الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي
لحماية الإنسانية، يجب أن يتجاوز التنظيم التكنولوجيا. ينبغي أن يحمي الخصوصية وحرية الاختيار والتعاطف والإنصاف. وبدون ذلك، يخاطر الذكاء الاصطناعي بتحويل الناس إلى مجرد نقاط بيانات بدلاً من تحسين حياتهم. وكما خلصت الدكتورة راندازو، “لا يجب معاملة البشرية كوسيلة لتحقيق غاية”. ظهرت مقالتها الكرامة الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي: نظرة عامة على القضايا القانونية والأنظمة التنظيمية في المجلة الأسترالية لحقوق الإنسان.