
علماء يعيدون إنتاج نسيج ذهبي أسطوري من مخلفات المحار
الحرير البحري، الذي يُعتقد أنه ألهم أسطورة الصوف الذهبي الإغريقية، عاد إلى الواجهة بفضل فريق من العلماء الذين تمكنوا من إعادة إنتاجه باستخدام ألياف محار مهملة، مما يفتح الباب أمام إحياء هذا النسيج الفاخر والنادر بطرق مستدامة. اشتهر الحرير البحري بلمعانه الذهبي البراق، وكان يُنسج تقليديًا من خيوط المحار العملاق Pinna nobilis في البحر الأبيض المتوسط، لكن وضع هذا النوع على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض جعل استمرار الحرفة أمرًا شبه مستحيل.
مصدر جديد للحرير البحري الذهبي
تمكن باحثون من جامعة بوهانغ للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية من إنتاج الحرير البحري باستخدام خيوط Atrina pectinata، وهو نوع قريب من المحار يُربى على نطاق واسع للأكل. وعلى عكس P. nobilis النادر، فإن هذا المحار وفير وأليافه غالبًا ما تُهمل كنفايات.
عملية النسج التقليدية
تأتي ألياف الحرير البحري من خيوط دقيقة تشبه الشعر تُعرف باسم “الخيوط السُفلية” (byssus)، وتعمل على تثبيت المحار في الصخور والأعشاب البحرية. تشمل العملية التقليدية تنظيف الخيوط بماء البحر، وتمشيطها لزيادة بريقها، ثم غزلها يدويًا، قبل نقعها في عصير الليمون لإبراز اللون الذهبي، ثم تجفيفها ونسجها.
سر اللمعان الذهبي
كشف الباحثون أن اللون الذهبي المميز للحرير البحري ناتج عن بروتينات كروية فريدة تُعرف باسم “الفوتونينات” تتجمع في ألياف نانوية تعكس الضوء. وعند إزالة أيونات الحديد خلال نقع الخيوط في عصير الليمون، يظهر اللون الذهبي الذي يمكن أن يدوم أكثر من ألف عام دون أن يتلاشى.
فخامة مستدامة وتطبيقات مستقبلية
يمكن لهذه الاكتشافات أن تسهم في إحياء إنتاج الحرير البحري، بالإضافة إلى ابتكار أصباغ ذهبية صديقة للبيئة لاستخدامها في الأزياء ومستحضرات التجميل.