تتبنى نيتشر مراجعة الأقران الشفافة لجميع المقالات البحثية

ابتداءً من 17 يونيو، ستتضمن جميع المقالات البحثية لنيتشر المقدمة حديثًا والمقبولة للنشر رابطًا إلى تقارير مراجعة الأقران الكاملة واستجابات المؤلفين. يمثل هذا تحولًا كبيرًا نحو مراجعة الأقران الشفافة، استنادًا إلى النظام الذي قدمته نيتشر كخيار لأول مرة في عام 2020، والذي تبنته نيتشر كوميونيكيشنز في وقت أبكر، في عام 2016.

مع هذا التغيير، سيتضمن عدد متزايد من المقالات البحثية لنيتشر ملفات مراجعة الأقران المتاحة للجمهور، مما يجعل عملية التحرير والمراجعة أكثر انفتاحًا للفحص. ستظل هويات المراجعين مجهولة، ما لم يختاروا الكشف عنها، ولكن التبادل بين المؤلفين والمراجعين سيكون مرئيًا للجميع. تعكس هذه الخطوة التزام نيتشر المستمر بالشفافية وهي جزء من مبادرة العلوم المفتوحة الأوسع التي تهدف إلى تعزيز ثقة الجمهور في العملية العلمية.

لطالما أكدت نيتشر أن كل مقالة منشورة هي نتاج حوار معقد وغالبًا ما يكون طويلًا بين الباحثين والمراجعين والمحررين. هذه المناقشات، التي قد تمتد على مدى أشهر عديدة، ضرورية لتنقيح نتائج الدراسة وتحسين وضوحها وقوتها. من خلال فرض مراجعة الأقران الشفافة، تأمل المجلة في تسليط الضوء على قيمة هذه العملية وضمان أن تكون مساهمات المراجعين معترفًا بها ويمكن الوصول إليها، خاصة للعلماء في بداية حياتهم المهنية الذين يتطلعون إلى فهم آليات النشر العلمي.

إن نشر تقارير مراجعة الأقران إلى جانب الأوراق البحثية لا يضيف الشفافية فحسب، بل يثري أيضًا السرد الأوسع للاكتشاف العلمي. فهو يقدم للقراء لمحة عن كيفية تطور البيانات والاستنتاجات والمنهجيات من خلال الملاحظات النقدية، مما يضيف سياقًا قيمًا يتجاوز المخطوطة النهائية. على الرغم من أنه لا يتم التقاط كل خطوة من تطور الورقة البحثية، إلا أن هذه المبادرة تزيل الغموض عن جزء من العملية العلمية التي غالبًا ما تكون مخفية عن الأنظار.

قدمت جائحة كوفيد-19 للجمهور نافذة نادرة في الوقت الفعلي على كيفية تقدم العلم، مسلطة الضوء على الطبيعة التكرارية للاكتشاف حيث شارك الباحثون من جميع أنحاء العالم النتائج، وناقشوا النظريات، وعدلوا الاستنتاجات بناءً على الأدلة الناشئة. من خلال هذا النهج الجديد لـمراجعة الأقران الشفافة، تأمل نيتشر في الحفاظ على هذا الانفتاح، وتذكير القراء بأن العلم ديناميكي ويتشكل من خلال المحادثة المستمرة والتقييم النقدي.
منذ تبني مراجعة الأقران الإلزامية لجميع المقالات البحثية لنيتشر في عام 1973، شهدت المجلة مدى أهمية ملاحظات المراجعين في تعزيز جودة العمل العلمي. ومع ذلك، في العديد من المجالات، تظل هذه المحادثات خلف الأبواب المغلقة. من خلال تبني مبادرات العلوم المفتوحة وإتاحة تقارير مراجعة الأقران للجمهور، تؤكد نيتشر أن هذه التبادلات ليست مجرد إجراءات شكلية تحريرية، بل هي جزء أساسي من السجل العلمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *