دبي تحتضن صعود مسؤول الذكاء الاصطناعي الرئيسي: عصر جديد في القيادة التنفيذية

قبل بضع سنوات فقط، كان لقب مسؤول الذكاء الاصطناعي الرئيسي (CAIO) غير موجود تقريبًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط ومنطقة الخليج. واليوم، تقود دبي تحولًا سريعًا، مدشنة موجة جديدة من أدوار قيادة الذكاء الاصطناعي في القطاعين العام والخاص.

بفضل الشراكات مع عمالقة التكنولوجيا العالميين والتبني المتزايد لأدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، أصبح منصب CAIO سريعًا أحد المسميات الوظيفية الأكثر رواجًا في دبي. فقد أعلنت Google Cloud، على سبيل المثال، مؤخرًا عن تعاون استراتيجي مع مؤسسة دبي للمستقبل لتدريب مجموعة من 22 مسؤولاً رئيسيًا للذكاء الاصطناعي تم تعيينهم في عام 2024. وبينما تستهدف هذه المبادرة المؤسسات العامة، فإن القطاع الخاص هو الذي يشهد النمو الأكثر ديناميكية في أدوار CAIO.

يُظهر تقرير حديث من ألتراتا، وهي شركة متخصصة في ذكاء الثروات، أنه في الولايات المتحدة، فقط 4% من مناصب CAIO موجودة في القطاع العام—والباقي مدمج ضمن المؤسسات الخاصة. ويحاكي الشرق الأوسط هذا الاتجاه، حيث تعطي الشركات الرائدة الآن الأولوية لقيادة الذكاء الاصطناعي على المستوى التنفيذي.

إحدى هذه الشركات هي مجموعة الفطيم التي تتخذ من دبي مقراً لها، والتي عينت مؤخراً مسؤولاً رئيسياً للذكاء الاصطناعي للتركيز على تبني الذكاء الاصطناعي والاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من أن العديد من المؤسسات لديها بالفعل مدير تكنولوجيا رئيسي (CTO)، يؤكد قادة الصناعة أن CAIO يلعب دورًا مختلفًا بشكل أساسي. وفقًا لـ ناصر رحمن شيخ، مسؤول الذكاء الاصطناعي الرئيسي المقيم في دبي لدى شركة Satron Power البريطانية لحلول الطاقة، ”بينما يضمن CTO التنفيذ التكنولوجي والعمليات، يقدم CAIO التوجيه الاستراتيجي والإشراف الأخلاقي والخبرة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي“.

ويضيف “CAIO لا يتعلق فقط بنشر الذكاء الاصطناعي؛ بل يتعلق بطرح الأسئلة الأعمق—هل نموذج الذكاء الاصطناعي هذا مناسب لاحتياجات أعمالنا؟ هل يمكننا شرح كيفية اتخاذه للقرارات؟ هنا تكمن القيمة الحقيقية”.

يؤكد بحث سريع على LinkedIn أن لقب CAIO يكتسب زخمًا في صناعة التكنولوجيا في دبي. لكن ليست الشركات الناشئة فقط هي التي تتبنى هذا الاتجاه—الشركات الراسخة تتبناه أيضًا. على سبيل المثال، يدرج أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في دناتا الرائدة في خدمات الطيران في دبي الآن كلا من دوري CTO وCAIO تحت مسماه الوظيفي، مما يعكس تقاربًا متزايدًا بين مسؤوليات القيادة التقنية وقيادة الذكاء الاصطناعي.

وفقًا لـ يان سي. كرون، وهو مسؤول توظيف تنفيذي كبير في راسل رينولدز أسوشيتس، فإن تعيين CAIO يوفر مزايا ملموسة. ”إنه يرسل إشارة قوية بأن الشركة جادة في تبني تقنيات المستقبل ويجذب مواهب الذكاء الاصطناعي من الطراز الأول“.
ومع ذلك، يلاحظ كرون أيضًا أن دور CAIO من المرجح أن يتطور. ”مع مرور الوقت، قد يتم استيعاب مسؤوليات مسؤول الذكاء الاصطناعي الرئيسي في أدوار أخرى في الإدارة العليا مثل مدير المعلومات الرئيسي CTO أو CIO، خاصة مع دمج الذكاء الاصطناعي بالكامل في عمليات الأعمال. بطريقة ما، ستشير تلك النقلة إلى نضج حقيقي في كيفية تعامل المؤسسات مع الذكاء الاصطناعي“.