China’s talent recruitment programs

مبادرة المواهب الصينية: إعادة تشكيل العلوم العالمية من الداخل

أعادت برامج استقطاب المواهب الصينية تشكيل المشهد العلمي بشكل كبير من خلال جذب آلاف الباحثين من الخارج للعودة إلى وطنهم بتمويل سخي وحوافز مهنية. انتقل نان ليو، عالم الكيمياء المتخصص في المواد، من دور ما بعد الدكتوراه في الولايات المتحدة مباشرة إلى منصب أستاذ كامل في جامعة بكين العادية من خلال خطة الألف موهبة شابة، إحدى برامج الاستقطاب الرائدة في الصين.

على مدى الثلاثين عامًا الماضية، نجحت هذه المبادرات في استقطاب العلماء الذين يشغلون الآن مناصب مؤثرة في الأوساط الأكاديمية والسياسة، مما عزز الحضور البحثي العالمي للصين. وفقًا لليلي يانغ من جامعة هونغ كونغ، ساهم العائدون بشكل ملحوظ في تحسين جودة الأبحاث وتأثيرها.

على الرغم من نجاحها، أثارت برامج استقطاب المواهب الصينية انتقادات بين الباحثين المحليين الذين بقوا في البلاد. يشعر الكثيرون بأنهم في وضع غير متكافئ مقارنة بالعائدين الذين يحصلون على تمويل سخي وترقيات سريعة وظهور أكبر. أدى هذا التفاوت المتصور إلى تزايد الإحباط داخل المؤسسات الأكاديمية وأثار نقاشات حول العدالة والاستدامة على المدى الطويل.

منذ التسعينيات، قدمت الصين العديد من المبادرات الوطنية والإقليمية، وعرضت على العائدين ملايين اليوان في صورة أموال بحثية وإعانات سكنية وترقيات سريعة. بحلول عام 2018، تشير التقديرات إلى عودة أكثر من 16,000 عالم ورائد أعمال بموجب هذه البرامج.

ومع ذلك، مع تصاعد التوترات العالمية، خاصة مع الولايات المتحدة، واجهت بعض البرامج مثل خطة المواهب الألف تدقيقًا، مما دفع الصين إلى إعادة تسميتها بخطة المواهب الأجنبية رفيعة المستوى.

كشفت الأبحاث حول هذه المبادرات عن نتائج متباينة. في حين أن العائدين غالبًا ما ينشرون أكثر ويحافظون على شبكات عالمية في بداية عودتهم، إلا أن ظهورهم الدولي وتعاونهم يميل إلى الانخفاض بمرور الوقت. وهذا يشير إلى وجود قيود في الحفاظ على التأثير العالمي على المدى الطويل، رغم الإنتاجية الأولية.

ومع ذلك، ساعد العائدون في رفع مستوى النظام البيئي البحثي في الصين. في عام 2023، كان أكثر من 70% من رؤساء المشاريع الوطنية ورؤساء الجامعات من العائدين. وهم لا يقودون المشاريع العلمية الرئيسية فحسب، بل يعملون أيضًا كجسور بين الصين والمجتمع العلمي العالمي.

أصبحت الفرص للمجندين الجدد أكثر تنافسية مع امتلاء المناصب الأكاديمية. بينما استفاد المشاركون الأوائل من استقلالية وموارد سخية، يواجه العائدون الجدد منافسة أشد ومسارات وظيفية أطول. كما يلاحظ عالم الكيمياء شاودونغ تشانغ، فإن الانضمام تحت برنامج المواهب قدم بداية حاسمة، لكن بيئة اليوم أصعب بكثير للقادمين الجدد.