من الفحم إلى السحابة: تحويل محطة طاقة بنسلفانيا إلى مركز بيانات يعمل بالغاز بقيمة 10 مليارات دولار

يجري استثمار كبير في بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، حيث من المقرر تحويل محطة هومر سيتي للتوليد – التي كانت في السابق أكبر محطة طاقة تعمل بالفحم في الولاية – إلى مجمع مراكز بيانات بقيمة 10 مليارات دولار يعمل بالغاز الطبيعي.

يقود المشروع مجموعة المستثمرين هومر سيتي للتطوير، وسيعيد تخصيص الموقع الواقع على بعد حوالي 50 ميلاً شرق بيتسبرغ، ليصبح حرمًا تقنيًا عالي السعة يضم سبعة توربينات غازية. ستولد هذه التوربينات ما يصل إلى 4.5 جيجاوات من الكهرباء، وهو ما يكفي لتزويد 3 ملايين منزل بالطاقة، مما يجعلها أكبر منشأة تعمل بالغاز في الولايات المتحدة وثالث أكبر منتج للطاقة على المستوى الوطني، بعد سد جراند كولي في واشنطن ومحطة بلانت فوجتل النووية في جورجيا.

من المتوقع أن يبدأ البناء هذا العام، مع توقع تشغيل أجزاء من المنشأة بحلول عام 2027. وقد تتجاوز التكلفة الإجمالية الاستثمار الأولي البالغ 10 مليارات دولار بعدة مليارات أخرى، وفقًا للمطورين.

إعادة استخدام البنية التحتية الموجودة

إحدى المزايا الرئيسية للمشروع هي البنية التحتية الواسعة الموجودة بالفعل من المحطة السابقة، بما في ذلك خطوط النقل والمحطات الفرعية والوصول إلى المياه. الموقع متصل بالفعل بشبكات الطاقة في منطقة وسط الأطلسي ونيويورك، مما يقلل من الوقت والاستثمار اللازمين للتحديثات.

كما حصل المشروع على منحة حكومية بقيمة 5 ملايين دولار لتمديد خط أنابيب الغاز الطبيعي إلى الموقع، الذي يقع فوق صخور مارسيلوس شيل الغنية وبالقرب من خطوط أنابيب الغاز الرئيسية بين الولايات. ستكون التوربينات أيضًا قادرة على العمل بمزيج من الهيدروجين، مما يدعم تنويع الطاقة في المستقبل.

ارتفاع الطلب على الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

يأتي هذا التحول وسط ارتفاع عالمي في الطلب على قوة الحوسبة مدفوعًا بالتوسع السريع في خدمات الذكاء الاصطناعي والسحابة. وقد أبرز إطلاق ChatGPT في عام 2022، المدعوم جزئيًا من بنية مايكروسوفت التحتية للبيانات، الحاجة المتزايدة لمصادر طاقة موثوقة وعالية الإنتاج لدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

دفع هذا الطلب المتزايد شركات التكنولوجيا للبحث عن حلول طاقة جديدة، وأثار اهتمامًا متجددًا بالطاقة النووية والطاقة التي تعمل بالغاز. كما أدى إلى تأخير في خطط إغلاق المحطات وحتى إحياء مواقع سبق إغلاقها، مثل محطة ثري مايل آيلاند النووية، التي من المقرر إعادة فتحها لتزويد مراكز بيانات مايكروسوفت بالطاقة بموجب اتفاقية مدتها 20 عامًا.

الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية

وصف زعيم الأغلبية في مجلس شيوخ ولاية بنسلفانيا جو بيتمان، الذي تقع منطقته في موقع هومر سيتي، المشروع بأنه أكبر استثمار رأسمالي خاص في تاريخ الولاية.

على الرغم من أن الغرض الأساسي من المنشأة الجديدة هو دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، يقول المطورون إن المحطة قد توفر أيضًا فائضًا من الطاقة للشبكة الأوسع، رغم أن التفاصيل المتعلقة بالعملاء أو توزيع الطاقة لم يتم الكشف عنها بعد.

تم إغلاق محطة هومر سيتي للفحم رسميًا في عام 2023 بعد 54 عامًا من التشغيل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة اللوائح البيئية، وارتفاع أسعار الفحم، وفصول الشتاء المعتدلة، والمنافسة من الغاز الطبيعي الأرخص.

الآن، تمثل إعادة ولادتها كمركز طاقة نظيف وتقني تحولًا رمزيًا – من طاقة الماضي إلى العصر الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *