
سنتور إيه آي: اختراق في الذكاء الاصطناعي وصنع القرار
في قفزة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي وصنع القرار، طور الباحثون نظاماً ثورياً للذكاء الاصطناعي يُدعى سنتور إيه آي، قادراً على التنبؤ بالسلوك البشري بدقة عبر مجموعة واسعة من السيناريوهات. يتفوق ذكاء القرار الاصطناعي المتطور هذا على العديد من النظريات والنماذج النفسية التقليدية، مما يوفر رؤى جديدة قوية عند تقاطع الذكاء الاصطناعي وعلم النفس المعرفي.
تم تدريب سنتور إيه آي على مجموعة ضخمة من بيانات علم النفس
لبناء ذكاء القرار المتطور هذا، قام الفريق بتدريب سنتور على بيانات من 160 تجربة نفسية، تغطي أكثر من 10 ملايين قرار اتخذه 60,000 شخص في مهام مثل المقامرة واختبارات الذاكرة وتحديات حل المشكلات. وعلى عكس النماذج الحسابية النموذجية – مثل AlphaGo من DeepMind، الذي يمكنه فقط لعب لعبة جو – يتنبأ سنتور إيه آي بالاختيارات البشرية عبر سياقات متعددة ومتنوعة وحتى في مهام جديدة تماماً لم يسبق له التعرف عليها من قبل.
أداء لا مثيل له في التنبؤ بالقرارات البشرية
خلال الاختبار، تم تقييم سنتور على المشاركين الذين لم يكونوا جزءًا من بيانات التدريب. في 31 من أصل 32 مهمة، تفوق على Llama و14 نموذجًا معرفيًا أو إحصائيًا آخر في التنبؤ باختيارات الناس، مما يدل على الإمكانات المذهلة للذكاء الاصطناعي في علم النفس المعرفي. الاستثناء الوحيد كان مهمة تتعلق بأحكام نحوية.
أظهر سنتور أيضًا مهارات تعميم رائعة، حيث تنبأ بدقة بالسلوك في المهام المعدلة والجديدة تمامًا، بما في ذلك تمارين التفكير المنطقي. تسلط هذه النتائج الضوء على دور الذكاء الاصطناعي القوي في صنع القرار، مُظهرة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه كشف البنية الأساسية للسلوك البشري.
تحويل البحث المعرفي بواسطة ذكاء القرار الاصطناعي
قال مارسيل بينز، عالم المعرفة في معهد هيلمهولتز للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان في ميونيخ، ألمانيا:
”بدلاً من تجنيد مشاركين بشريين لكل دراسة، يمكننا إجراء التجارب افتراضياً مع سنتور، مما قد يسرع البحث بشكل كبير، خاصة في الدراسات التي تشمل الأطفال أو المرضى النفسيين“.
أضاف جيوسوي باجيو، اللغوي النفسي في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا:
”من المثير رؤية الرؤى الجديدة التي قد تظهر بمساعدة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وصنع القرار هذه“.
القيود الحالية والتطوير المستقبلي
على الرغم من قدراته المثيرة للإعجاب، لا يزال سنتور إيه آي يعاني من قيود مهمة. فعلى سبيل المثال، يركز فقط على التنبؤ بالخيار الذي سيتخذه الشخص، لكنه لا يستطيع تقدير المدة التي سيستغرقها لاتخاذ القرار – وهو جانب أساسي في العديد من الدراسات في مجال الذكاء الاصطناعي وعلم النفس المعرفي.
يتعلق تحدٍ آخر بتنوع بيانات التدريب: معظم البيانات السلوكية جاءت من مجتمعات غربية متعلمة صناعية، مما قد يؤثر على دقة سنتور عبر مجموعات أكثر تنوعًا. للتغلب على هذا، يعمل الفريق على توسيع مجموعة البيانات إلى أربعة أضعاف حجمها الحالي، بهدف تحقيق تعميم أفضل.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في صنع القرار وما بعده
مع توفر سنتور إيه آي الآن مجانًا للباحثين في جميع أنحاء العالم، يأمل مطوروه أن يتم اختباره وتحسينه عبر سياقات مختلفة، بما في ذلك تطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي لقرارات الاستثمار، حيث يمكن لذكاء القرار الاصطناعي أن يساعد في تحليل والتنبؤ بسلوك المستثمرين بدقة غير مسبوقة.”ما لدينا الآن هو مجرد نقطة البداية“ يقول بينز ”سيصبح سنتور أكثر دقة وقدرة مع استمرارنا في تطويره“ مشيراً إلى مستقبل مشرق للذكاء الاصطناعي وصنع القرار.
اترك تعليقاً