
الدور الحيوي لهيئة الرقابة النووية في حماية الأرواح في جميع أنحاء الإمارات
دبي – بينما يحدث الكثير من عملها خلف الكواليس، تلعب الهيئة الاتحادية للرقابة النووية (FANR) دوراً حاسماً في حماية أرواح سكان دولة الإمارات كل يوم، من المستشفيات إلى محطات الطاقة وحتى الفعاليات العامة الكبرى.
يوضح التقرير السنوي لعام 2024 الذي نُشر مؤخراً لـ هيئة الرقابة النووية الإماراتية كيف تمتد مبادرات الهيئة واسعة النطاق للسلامة والأمن عبر القطاعات، مما يعزز التزام الدولة بـ السلامة النووية، والوقاية من الإشعاع، والاستعداد للطوارئ.
ضمان طاقة آمنة وموثوقة
مع توفير محطة براكة للطاقة النووية—التي يُشار إليها أيضاً باسم محطة براكة للطاقة—حوالي 25% من كهرباء الدولة، تضمن الرقابة التنظيمية لهيئة الرقابة النووية أن تظل البنية التحتية للطاقة النووية الإماراتية موثوقة وآمنة. في عام 2024 وحده، أجرت الهيئة أكثر من 580 عملية تفتيش في المنشآت النووية والمستشفيات ووسائل النقل والمواقع العامة الكبرى.
الاستعداد الاستباقي للطوارئ
كان أحد أبرز الإنجازات هذا العام إطلاق برنامج تهيئة، وهو برنامج وطني للاستجابة للطوارئ تم تطويره بالشراكة مع وزارة الداخلية. تم تدريب ما يقرب من 3,000 من المستجيبين الأوائل على إدارة حالات الطوارئ النووية والإشعاعية، وهي خطوة حيوية في تعزيز مرونة دولة الإمارات.
كما قدمت هيئة الرقابة النووية نظام IONS (السلامة النووية التشغيلية الذكية)، وهو نظام مستقبلي مصمم للتخفيف من المخاطر النووية في مواجهة تغير المناخ. تتماشى هذه المبادرة مع طموحات الإمارات للوصول إلى الحياد المناخي، مما يضمن استمرار سلامة واستدامة العمليات النووية الإماراتية.
سلامة الصحة والمستشفيات
في قطاع الرعاية الصحية، أجرت هيئة الرقابة النووية عمليات تفتيش للسلامة الإشعاعية في 210 موقعاً، بما في ذلك 106 منشآت طبية. تضمن عمليات التفتيش هذه استخدام معدات التشخيص والعلاج الإشعاعي بأمان، مما يحمي المرضى والمهنيين الصحيين على حد سواء.
في محطة براكة للطاقة النووية، أجرت هيئة الرقابة النووية أيضاً 20 عملية تفتيش مستهدفة ركزت على بروتوكولات التشغيل، وترخيص الموظفين، والالتزام بـ المعايير الدولية للسلامة النووية.
سلامة النقل والأماكن العامة
تمتد رقابة هيئة الرقابة النووية لتشمل نقل المواد المشعة، وإجراءات التفتيش الحدودية، والتعاون مع قيادة الحرس الوطني لحماية البنية التحتية النووية.
بالإضافة إلى ذلك، راقبت الهيئة السلامة الإشعاعية في الفعاليات العامة الكبرى وقادت حملات وطنية لاسترداد المصادر المشعة اليتيمة. من خلال العمل عن كثب مع تجار الخردة المعدنية وأصحاب المصلحة الصناعيين، ساعدت هيئة الرقابة النووية في منع المخاطر المحتملة على الصحة العامة والبيئة.
المشاركة العالمية والريادة الإقليمية
على الصعيد الدولي، ساهمت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في تشكيل السياسة النووية من خلال المشاركة الفعالة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) والأمم المتحدة. كما قادت الهيئة تدريبات الاستعداد للطوارئ بالتعاون مع شركاء إقليميين مثل المملكة العربية السعودية، مما يعزز دورها كرائد إقليمي في مجال السلامة النووية.
دفع الابتكار وتمكين الإماراتيين
ظل الابتكار في صميم عمليات هيئة الرقابة النووية. تماشياً مع جهود التحول الرقمي في دولة الإمارات، عينت الهيئة أول مدير للذكاء الاصطناعي وانضمت إلى برنامج حكومة بلا بيروقراطية لتبسيط العمليات وتعزيز الكفاءة.
كان أحد المعالم البارزة هو إصدار أول ورقة بيضاء في دول مجلس التعاون الخليجي حول الوقاية الإشعاعية، مما يعزز مكانة الإمارات في طليعة الريادة العلمية في مجال السلامة النووية.
تواصل هيئة الرقابة النووية تمكين المواهب الوطنية. يشكل الإماراتيون الآن 76% من القوى العاملة لديها، وتمثل النساء 45%. من خلال المنح الدراسية والتدريب ومبادرات التطوير، تعد الهيئة الجيل القادم من المهنيين في مجال الرقابة النووية.
اترك تعليقاً